ديباجة المؤتمر

” إن الأمة التي تستغني عن العلم تتخلى عن مستقبلها، وأعظم خدمة يمكن أن نقدمها لأمتنا هي السعي في طلب العلم ونشره، فالعلم هو مفتاح النهضة وسر التقدم، ولن يكون لنا مكان بين الأمم المتقدمة إلا إذا تمسكنا به وجعلناه الأساس في بناء الأمة وحجر الزاوية في حضارتها.

قال العلامة الجزائري عبد الحميد ابن باديس

الأمة التي لا تسعى لتطوير علمها، هي أمة تسير إلى الوراء، فالمعرفة هي حجر الأساس في بناء حضارات قوية ومستدامة، و العلم لا ينجز أهدافه إلا بوجود رجال صادقين مؤمنين بقدراتهم وبقيمة العمل، لذلك يجب أن يكون العلم وسيلة لتحرير العقول والنفوس، لا مجرد وسيلة لتراكم المعلومات

وقال المفكر الجزائري مالك بن نبي

انطلاقا من رسالة ورؤية علماء وشهداء الجزائر عبر الأجيال والتاريخ المجيد، في بناء أمة جزائرية مسلمة قوية، أساسها العلم النافع والعمل الصالح المتحد، بإشراك جميع الكفاءات والطاقات الجزائرية، ينعقد مؤتمر المؤسسة الجزائرية للعلوم و النهوض الحضاري تحت عنوان ” العلوم الحديثة و نقل اقتصاد المعرفة”، في شهر نوفمبر من ثورة التحرير إلى ثورة التعمير بالعلم والمعرفة، لإرساء لبنة هذا الجيل في مسار بناء الأمة الجزائرية.

و في عصر أصبح العلم والمعرفة حجر أساس وشرط ضروري، بل ركن ركين في بناء واستمرار الدول و المجتمعات، حتى اُصطلح على تسمية مجتمع هذا العصر بمجتمع المعلومات والمعرفة، حيث تلعب المعلومات دوراً حاسماً في تحسين الأداء الاقتصادي والمجتمعي للدول قصد المحافظة على استمرار وجودها وتقدمها بين الأمم، ما يتطلب فهمًا عميقًا لكيفية استغلال التطور العلمي والتكنولوجي المتسارع والانفجار الهائل للمعلومات والبيانات الضخمة بشكل فعّال لإنتاج قيمة مضافة، ودفع عجلة النمو الاقتصادي المجتمعي برؤى علمية تحليلية دقيقة، ومن ثم تحقيق التنمية المستدامة المرجوة، بالتقاء وتبادل الأفكار والخبرات لجميع الكفاءات الوطنية في مختلف المجالات والقطاعات حول دور وآليات نقل العلوم الحديثة المساهمة في تشكيل اقتصاد المعرفة الذي يعد محوراً أساسياً في عصر التحول الرقمي إلى الجزائر.

وكما قال عالم ومفكر الجزائر مالك بن نبي رحمه الله في شروط النهضة أن ” العلم لا ينجز أهدافه إلا بوجود رجال صادقين مؤمنين بقدراتهم وبقيمة العمل ” يشارك في هذا المؤتمر خيرة أبناء الجزائر من النخبة العلمية المجددة التي تصنع مجد أكبر المؤسسات العالمية لتلتقي في أرض الجزائر للتفكير بشكل جماعي حرّ ومسؤول حول التحديات المتعددة والمتسارعة التي نواجهها اليوم و تتطلب منا الحلول العلمية العملية الناجعة و البحث عن آليات و سبل التعاون وتبادل المعرفة بين مختلف الكفاءات الوطنية في الداخل و في المهجر، قصد تفعيل هذه الحلول المبتكرة و الاستراتيجيات المسطرة لمواكبة التغيرات السريعة، ” فلن يكون لنا مكان بين الأمم المتقدمة إلا إذا تمسكنا بالعلم وبنيّنا عليه أسس بناء الأمة ” كما قال عالم الجزائر وحامي هويتها العلامة عبد الحميد ابن باديس رحمه الله وهو يوجه هذه النصيحة الغالية لكل جزائري غيور على أمته ” وأعظم خدمة يمكن أن نقدمها لأمتنا هي أن نسعى لتعلم العلم ونشره، فالعلم هو مفتاح النهضة والتقدم”.

فهي دعوة لكل جزائري غيور على وطنه، حريص على أداء واجبه وحقه في بناء أمته واستمرارها بين الأمم بعز ومجد، المساهمة في إنجاح هذا المؤتمر من خلال محاوره السبع الكبرى : ° الطاقات المتجددة °المؤسسات الناشئة ° الذكاء الاصطناعي ° ماذا بعد كورونا؟ ° المالية الإسلامية ° الصحافة الرقمية ° تجريم البيروقراطية.

نتطلع إلى مساهمات نوعية ونقاشات ثرية، وأفكار مبتكرة تساهم في بناء مستقبل زاهر للبلاد مبني على أسس قوية من العلم والمعرفة و الابتكار، و نتمناه مؤتمرًا علميا مثمرًا وناجحا كأول لبنة واعدة للمؤسسة الجزائرية للعلوم و النهوض الحضاري في بناء الجزائر الجديدة.